بعض
الكتب كلما تقدمت في الإبحار عبر صفحاتها
و سبر حروفها كلما شعرت بالحاجة للرجوع لإلتهام تلك الحروف والإبحار مرة أخرى عبر
عبابها.
أصدق الكتب
و آصلها هي ما استضاء كاتبها بنور القرآن
في تحليل الأحداث التي جرت و بدت إرهاصتها
.
كتاب "
الوحي ونقيضة
"
للدكتور
بهاء الأمير من الكتب التي تتناول بروتوكلات
سفهاء بني صفيون في ضوء وحي القرآن و تحلل
الشخصية اليهودية حسب نصوص التوراة التي
بين إيديهم منذ تشكل هذه الجماعة إلى
يومنا هذا بطريقة تجعلك تهرع لصفحات
القرآن الكريم وتتفحص في آياته عن أسرار
قوم أخبرنا الله عنهم و لكن كأننا حصرنا
تلك الآيات في حقبة تليدة انتهت ولم يعد
لها أثر,
بينما اليهود
هم اليهود بخائصهم الإجتماعية والنفسية
ونظرتهم للآخر و نظرتهم للإله سبحانه
مهما بلغوا من العلم والثراء .
يقول
في صفحة 21
" فالحمار
الغربي مطية اليهود إلى الهدف ,أممي
أمي لا يعي شيئا من الوحي ولا للفظ الوحي
عنده له معنى."
وهو
دين في عنق اليهود يدينون به للمناهج
الأمبريقية والنماذج المركبة التي تولت
تغييب العقائد و وضع تفسيرات لظواهر
الأحداث ورسم مسار لها ...
إن لليهود
خطة إفساد للبشرية هي نقيض خطة الإصلاح
الإلهية"
وهذا
ما يخبرنا به المولى ع وجل"إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ
فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل
:
76]
"ما
إن ألهمني الله عز وجل مفتاح البروتوكولات
وهو أنها خطة الإفساد اليهودية نقيض الوحي
وخطة الإصلاح الإلهية حتى انفتح لي عالم
البروتوكلات و أخرج خفاياه."
"أخذت
أقرأ كل صفحة في البروتوكلات و أفحص كل
عبارة فيها في نور القرآن ,
الوحي المحفوظ
وهي بعض من معانيه أو قلب لِلَبنات الإصلاح
أو تمزيق لخيوط نسيج الهداية فيه."
"كنت
أبحث عن القرآن في صفحات البرتوكلات
وعباراتها كما كنت أبحث عن البروتوكلات
بين ألفاظ القرآن وصياغة آياته المعجزة.
.
وتعجبت من
نفسي ومن كل من زعموا أنهم قرأوا البروتوكولات
يستوي في ذلك من كذبها ومن قال بصحتها
تعجبت من نفسي ومنهم ,
ما الذي
كانوا يقرأونه في البروتوكولات وماذا
فهموا منها؟
ففي
البروتوكولات عبارات شديدة الغموض وفقرات
كاملة لا يمكن لأحد أبدًا أن يفهمها أو
يدرك المقصود بها إلا إذا علم أصلها في
الوحي!
ودون
الوحي وفهم البروتوكولات وقراءتها في
نوره فهي لن تكون سوى نسيج مفكك مهترئ
مملوء بالثغرات والفجوات والعبارات التي
ليس لها معنى تعبرها العين دون أن ترى فيه
شيئًا ويمر عليها الذهن فلا يبقى فيه منها
إلا الكلمات الصريحة المباشرة عن التخريب
والإفساد والمؤامرات مما يستهوي نفوس
الأميين و يأسر أنظارهم.
وهو
نفسه ما يريده اليهود ممن يتتبعهم ويتوهم
كشف حقيقتهم ,
أن يعارضهم
بالطريقة التي يريدونه أن يعارضهم بها ,
كما تخبرنا
البروتوكولات نفسها ,
ليظل الجميع
أمام اليهود في عماء ,
يلعنون
اليهود ويسبونهم ولكنهم لا يفهمون!
-الصفتان
اللتان تجتمعان في خطة الإفساد اليهودية
هما العلم المحيط والوعي الفائق.
-
واليهود
ليسوا جماعة ولا قومًا كغيرهم من الجماعات
والأقوام في تأريخ البشرية .
فهم الجماعة
التي صارت جماعة بنزول الوحي عليها و
بتتابع الأنبياء فيها وهم القوم الذين
كان ظهورهم في العالم بالوحي ,
وكل آثارهم
وسيرتهم فيه هي أثر منه (عكس
ما يروجون
"ركن
ركين في خطة الإفساد هو وعي اليهود أن
خطتهم هي إزالة لعالم و إقامة لآخر مكانه
سيكون لها من يقاومها ويقاتلهم بل لابد
من إيجاد من يقومهم ويقاتلهم و إن لم يوجد
صنعوه بالأفكار و المال وبالإندساس في
الثورات والتنظيمات وبالدس في المناهج
والنظريات لكي يقاوم ويقاتل داخل المسار
الذي رسموه للعالم و في حدود النموذج الذي
أقاموه له وبالطريقة التي يريدون منه أن
يقاوم ويقاتل ..
وبمالمقاومة
والقتال يضل فيه الأمميون ويسير خلفه ممن
يذهلهم بريق المقاومة عن معيار المقاومة
وما تريده وضجيج القتال عن دوافع القتال
وما يهدف إليه ص 25"
"..لأن
الدكتور عبدالوهاب المسيري أصبح علماً
على المسألة اليهودية ولأنه يرفع راية
المقاومة فقد صار ما يقوله عن اليهود وما
يصدره في المسألة اليهودية من آراء مقدسًا
عند العوام والإعلاميين و أساتذة العلوم
والسياسة وشرائح واسعة من الأميين وصارت
أفكار الدكتور المسيري عن اليهود و أحكامه
عليهم و تنظيره لهم غير قابلة للمراجعة.
ومن ثم
فأخطاؤه في فهم اليهود و تشخيص المسألة
اليهودية وخيمة الأثر و فادحة الآثار
يفضي تراكمها وتكون الوعي بها إلى إضلال
أجيال بأكملها.
والدكتور
عبد الوهاب المسيري هو كما قال بعض أسلافنا
في بعض أسلافنا :
حاطب بليل
!
فقد
جمع مادة غزيرة عن اليهود لا ينافسه في
غزارتها أحد لكنه جمعها ورتبها ووازن
بينها وفهم ما فهم ثم أقام نموذجه المركب
في الظلام بعيدا عن نور الوحي و ضابطه و
علمه الشامل المحيط و أحاكمه و القواعد
التي لا يمكن أن يخرج شيء في المسألة
اليهودية ولا في غيرها عنها.
مثلا
قول الدكتور عبد الوهاب المسيري أن المعركة
مع اليهود هي معركة مع جيب استعماري لا
شأن لها بالعقائد ثماره إزالة العقائد
من فهم اليهود وتفسير دوافعها وما يربطهم
معاً .
فهم
المسألة اليهودية و التأريخ لليهود من
غير العقائد هو بالضبط مثل التأريخ لمحمد
صلى الله عليه وسلم و فهم أثره في العالم
بعد إسقاط أنه رسول الله!
"
الكتاب
في 700
صفحة وليس
في الدعوة لقراءته تعزيز لفكرة هيمنة
الصهيونية بقدر ما هي دعوة لفهم أساليبهم
و الإلتفاف على مكرهم خصوصًا أن الفكرة
العظمى التي تقوم عليها بروتوكلاتهم هي
الكتمان و إحلال شخصيات و أفكار لا نشك
في شرها أو جهلها لكن يضعونها لملأ فراغ
سلطوي أو فكري أو عقدي يقيهم من كشف
مؤامراتهم ويحد من القوة و العلم اللازمين
لمجابهتهم.
لتحميل
الكتاب
http://ia700205.us.archive.org/16/items/awnawn/awn.pdf
http://ia700205.us.archive.org/16/items/awnawn/awn.pdf

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق