قولوا للأندلس أن التأريخ لا يموت هو فقط يتوالد في قوالب أُخرى.
كلما توجعتُ من حال أوطاننا المسلوبة و المحتلة عصف في
ذهني ذلك المشهد و تناسخه اللامعدود ليرتد بصري خاسئًا وهو حسير و ليهدأ سؤالي المتعامي غفر الله لي "لماذا يارب " فلسطين ,الأحواز , العراق, سوريا , مصر , اليمن.... ؟.
:
فلسطين ,قرة عيون الموحدين, ليلى العرب, أول قبلة المسلمين يجتاحُ شوارعها طوفان بشري يصدح بأهازيج و أغاني وطنية فيخيل للرائي أنها تحررت ! تفرك عينيك فترى المعبود المتوج محمولاً على الأعناق . توج معبودًا على العرب بأموال سعودية و ملايين الأصوات المصرية فما كان من المعبود إلا أن خر ساجدًا على منصة التتويج شكرًا لله على هذا اللقب و هذا الإنتصار المجيد.
مشهد متناسخ من ليلة هجعت الأفئدة حول صوت سيدة الغناء العربي, كوكب الشرق.... و ألقاب تنثال على عجل له خوار يُلقيها السامري فتتلقفها أمة مخدرة لتُحتل فلسطين في أحدى الليالي تلك .
و كذا فعل زرياب بالأندلس . فلم تكن تعرف الأندلس الغناء على النحو الذي أشاعه حتى قدِم إليها و فتن المسلمين بموسيقاه و موشحاته. التي أصبحت رمزٍا من رموز العهد الأندلسي حتى أن البعض لا يتوجع إلا لأجل فقدان تلك الموشحات. و ابتليت الأندلس بالغناء و المغنيين و دخلوا البلاط و صارت لهم الهبات و الأعطيات و انصرف هم شباب الأندلس من العكوف في المساجد و طلب المعالي إلى مطاردة الغواني و البكاء على الخليلات .وكذا يفعل الغناء في القلب.
وما زالت تلك المغنية القومية تسأل "وين الملايين؟... الشعب العربي وين؟.... " لتتلوها أندلسيات أُخرى... و بكائيات أُخرى...
غصن الحربي
